كشفت إحصائية صحية أن 500 مصاباً بالزهري تم اكتشافهم منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية أيلول الفائت من بين 287 ألف متبرع زاروا بنوك الدم في الفترة المذكورة.

وتشير الإحصائية إلى أن 173 مصاباً من هؤلاء تم اكتشافهم في الربع الأول من العام الحالي، و197 تم اكتشافهم في الربع الثاني و130 اكتُشفوا في الربع الثالث، كما تبين الإحصاءات أن هناك ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات مقارنة مع الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي التي سُجل خلالها 406 إصابات من نحو 312 ألف متبرع بالدم.

وبين حسام برادعي معاون مديرة الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة أنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد مرضى الزهري في سورية سوى إحصائية بنوك الدم وهي تعطي أرقاماًً أقل بكثير من الأرقام الحقيقية لأن العلاج ليس محصوراً في القطاع العام ولأن المصابين يتلقون العلاج في القطاعين وهو علاج رخيص وسهل، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تعمل على مكافحة مرض الزهري من خلال خطتها الشاملة لمكافحة جميع الأمراض المنقولة عن طريق الجنس مثل الإيدز والسيلان والكلاميديا والقرح اللين والهربس والثآليل التناسلية والتهابات الكبد الفيروسية، وأهم مقومات هذه الخطة هو التوعية والتثقيف حول هذه الأمراض وحول طرق الوقاية منها.

وأضاف البرادعي: يمكن الوقاية من الزهري بسهولة لأن الوقاية مرتبطة بالسلوك الشخصي الاختياري فالزهري من الأمراض التي يساء تشخيصها وعلاجها لأنها ذات خصوصية اجتماعية وذات تأثيرات صحية سيئة إذا لم تعالج بشكل صحيح .

وعن الزهري تحدث البرادعي مبينا أن الإصابة بالزهري لا تخلف مناعة، وأن العامل المسبب له هو اللولبية الشاحبة Treponema pallidum وأن فترة الحضانة لهذه الجرثومة تمتد من 10 إلى 30 يوماً، كما أن فترة السراية بشكل عام هي خلال السنة الأولى بعد العدوى.

وبيّن البرادعي أن جرثومة الزهري تنتقل بالاتصال الجنسي مع المصابين وبالملامسة أو الاحتكاك بالمصاب تحت ظروف معينة كما يحدث عند التقبيل أو الملامسة المتلازمة لمنطقة الإصابة، كما تنقل الأم المصابة مرض الزهري إلى الجنين عن طريق المشيمة أو مباشرة إلى أطفالها وإذا كان الدم ملوثاً بجرثومة الزهري فإن المرض ينتقل من المصاب إلى السليم عند نقل الدم.

أما أعراض الزهري فبين البرادعي أنها تمر بثلاثة مراحل هي مرحلة الحضانة (من 3-4 أسابيع) وتبدأ بارتفاع بدرجة حرارة المصاب وألم المفاصل وفي أغلب الحالات تبدأ الأعراض مباشرة بظهور قرحة حادة محاطة بهالة حمراء في مكان دخول جرثومة الزهري و بعد أسبوع من ظهور القرحة تتضخم الغدد اللمفاوية وقد تظهر القرحة في المنطقة التناسلية أو خارجها كاللسان أو الشفتين أو الثدي.

وتبدأ المرحلة الثانية من الزهري بعد أيام من ظهور القرحة وقد تمتد إلى عدة شهور، وفي هذه الحالة تغزو جرثومة الزهري الجسم كله وقد يرافق ذلك ارتفاع بدرجة الحرارة وآلام المفاصل والعضلات و تضخم الطحال و فقر الدم و التهاب الكبد والتهاب أغشية الدم.
وتبدأ أعراض هذه المرحلة بظهور طفح جلدي قرمزي اللون ومتعدد الأشكال وينتشر على معظم أنحاء الجسم وتكون إمكانية العدوى كبيرة في هذه المرحلة ويرجع ذلك إلى تعدد أماكن الإصابة في الجلد والأغشية المخاطية وفي هذه الحالة قد ينتقل المرض تحت ظروف معينة إلى أفراد العائلة وخصوصاً إلى الزوجة والأطفال ونصادف أحياناً أطفالاً مصابين بمرض الزهري نتيجة العدوى من أحد الأبوين.

ومن مضاعفات هذه المرحلة التهاب القرنية وحدقة العين والقزحية وفقدان البصر وتساقط الشعر والتهاب الكبد وتليفه وتقرّح الجهاز الهضمي وآلام البطن والصدر والظهر والتهاب عظام الجمجمة والعضلات والتهاب السحايا والأعصاب وغيرها من المضاعفات.

أما المرحلة الثالثة من الزهري فتظهر إذا لم يعالج المصاب مبكراً وتبدأ هذه المرحلة بعد سنتين وقد تمتد إلى عشر سنوات أو أكثر ومن أعراضها ظهور طفح جلدي أو تقرحات كما يظهر تدرن تحت الجلد فتتقرح الدرنات وتؤدي بالتالي إلى تشوهات بالجسم وأكثر الأماكن إصابة هي الوجه والرأس والساقين، أما في الأغشية المخاطية فتظهر بها الدرنات خاصة على سقف الحلق والحاجز الأنفي من الداخل ونتيجة لذلك يحدث تشوه بالأنف مع تدمير الحاجز بين فتحتي الأنف ويلحق التهاب مزمن باللسان مع حدوث شقوق مؤلمة قد تنتهي بإصابة اللسان بمرض بالسرطان.

كما يحدث في هذه المرحلة تضخم بالعظام خصوصاً عظم الساق والترقوة وتدمر عظام الجمجمة والأنف وتلحق بالمصاب مضاعفات خطيرة في العين منها ضعف البصر والالتهاب المزمن بالشبكية والقزحية وبالتالي قد تؤدي بعد ذلك إلى فقدان البصر والعمى الكلي كما يتضخم الكبد ثم ينكمش بعد ذلك نظراً لتليف الخلايا بسبب جرثومة الزهري التي تغزو خلاياه وقد يصاحب ذلك تضخم الطحال كذلك.

وفي هذه المرحلة المتأخرة من مرض الزهري لا تحدث عدوى بالجهاز البولي التناسلي إلا في حالات نادرة ولكن قد تصيب جرثومة الزهري الخصية وتدمر خلاياها وقد تؤدي إلى العقم أما فقر الدم فيكون من النوع النازف حيث تتكسر الكرات الدموية الحمراء عند تعرض المصاب للبرد.